السبت، 16 أبريل 2011

الإرادة وأنا

لطالما كرهت تركيب مكعبات (الليقو)..وكم يعتريني التوتر حينما يطلب مني أحد أولادي أن أساعده على تركيب إحدى مجسمات الليقو التي تأتي بأشكال مختلفة ..وفي كل مرة احاول التملص من الموضوع لكن هيهات فـ(الزن) ومحاولة أن أكون الآم (الكول) تجعلني أحاول على مضض..قبل عدة أيام كنت على موعد مع هذه المكعبات المقيتة كانت عبارة عن سيارة (تراكتور) ..حيث طلب ابني أن أشاركه التركيب ..فعلياً أنا التي كنت أقوم بالتركيب وحدي وهو قام برص القطع أمامي واكتفى بمشاهدتي متحمساً وعيناه متسعتان من الحماس وكأنني أمام اختبار فجائي ..كنت بيني وبين نفسي أقول سأنجزها(علشانه) وفتحت الكتالوج وبدأت التركيب حسب المرسوم وأمضيت ساعتين من الشد العصبي ومحاولة جعل ملامحي حماسية تحت الإمتعاض حتى انتهيت ويالفرحتي وكأنني انجزت أمرا عظيماً ..وفرح عزوز بإنتهائي أخيراً بعدما أمضى تلك السويعات متملماً ويرمقني بنظرات تقول :إنها لاتفقه شيئاً مما تفعل :(
لم يمضي على هذه اللحظات سوى بضع ثواني واذا بإحدى القطع تسقط حاولت اعادة كبسها فانقسمت السيارة الى ثلاث قطع ...وااااااااع بدأ الفولت لدي يرتفع أكثر وأعدت تركيبها ثلاث مرات في كل مرة قطعه تسقط واكبسها وتسقط اخرى ...حتى وصلت لمرحلة كانت فيها الدموع تترقرق من عيني وكدت في لحظة سأمسك بالقطعه واصفعها بالجدار لولا انتظار ابني المسكين :( في النهاية تركت القطع وقلت لزوجي أكملها انت معه لأني إما سأنهار امامه وإما (حرخربها وأجيب العيد)..وخرجت من الغرفة وأنا كلي حنق على هذه المكعبات ..
أعترف أنني تحت الضغوط يمكن أن أنسحب ..وإنه لأمر سئ ..
رغم أني عندما اتحلى بالإرداة القوية أنجز بحماس لكن ما أن تنعكس الأمور أو تكون هناك عراقيل أمامي تفتر همتي وكم تركت من قطع الخياطة الغير منجزة لأنها (عصبتني) ..المشكلة أنني اتركها ولا أعود لتلك القطعه أبداً حتى لو سلكت معي الأمور
وهو أمر غير صحيح البتة.
ليتني أتحلى بتلك الإرادة التي تتحدى الصعاب لآخر قطرة وآخر رمق..أخاف من الأمور العظيمة التي إن حلت علي لا قدر الله أنني لن أصمد مادمت في الأمور الصغيرة لا أصمد.