الثلاثاء، 15 فبراير 2011

ومابعد الضيق الا الفرج

ثمة جراح وأحزان يشفيها الزمان..
قد تبدأ كبيرة..وتتكون لها جذور عميقة..ويبقى أثرها داخلنا..لكن جعل الله للزمن قدرة وطريقة لمعرفة كيفية التعامل مع أحاسيس الذاكرة..ومع مرور الزمن سنعي كيف نتعامل مع هذه الجروح والأحزان  والتي ظننا أنها لن تشفى.
ومهما بدا النفق الذي نسير فيه مظلماً فإن لنهايته مخرج من نور..قال تعالى (إن مع العسر يسرا)..ونحن على يقين بأن القناديل مهما أسرجت فلابد يوماً أن تنطفئ ..قد يعتيرينا شعور طاغي يلغي كل ما عداه من مشاعر..وقد يطول الأمر أو يقصر..كالمد والجزر..تجف الأوراق وتتساقط ولكن ستنبت من جديد أوراق خضراء..فلولا الحزن ما عرفنا السعادة ولولا الليل ماعرفنا النهار..ومابعد الضيق إلا الفرج.

الثلاثاء، 8 فبراير 2011

ورحل القلب المعطاء(طارق)

ثمة قلوب لاتمل العطاء تحتويك بكل عفوية..وتنتظر طرح أفكارك بتلقائية...حتى تدفعك إلى الأمام
غادرنا  القائد والد زوجي (طارق) كما يحب..تاركاً خلفه المحبة والإخاء بيننا..وكما جمعنا في حياته فقد جمعنا بعد مماته..فالطيب طيب في كل مكان وزمان..
ثمة أمور لا ندركها إلا بعد فوات الأوان ولكننا مؤمنين وموقنين بأن كل شئ بقدر وأن أمر المؤمن كله خير إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له.وما من شئ إلا ويبدأ صغيراً ثم يكبر إلا المصيبة تبدأ كبيرة وتصغر مع الآيام .
وعلى الرغم من كل الحزن الذي يملأ القلوب والدموع التي تترقرق إلا أنني أذكر كلامه حين ذكر أن نجد الشئ الجميل الكامن في القبح يقول:"انه لشيء ممتع جدا ان تحاول ان تكتشف الجمال في ما اتفق الناس علي قبحه...وفوق متعة البحث والتنقيب...فان الجمال الذي تكتشفه ..سوف يقدر لك هذا العمل...ويكافأك..بان ينضح بشيء من جماله عليك..."
 أترك لأذهانكم أن تحلل المعنى من كلامه..
حين أنظر أرى كم من الآثار الطيبة التي تركها خلفه..حتى التي لم تؤتي ثمارها وهو حي آتاه الله ثمارها بعد وفاته رحمة الله عليه ..وكم كان متوكل على الله تعالى حق توكله وكم كان باراً بوالديه..وكم ذكرنا بتدبر آيات القرآن ..واستخراج المعاني القيمة منه دينية أو علمية أو دبية.
فعلاً لا يبقى إلا العمل الصالح..
رحمك الله رحمة واسعه وغفر لك ووسع لك في قبرك وغسلك بالماء والثلج والبرد اللهم ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم كما رفعته بالدنيا الفانية ارفعه في جنة عالية.

الأربعاء، 2 فبراير 2011

التفاتات بسيطة

في خضم انشغالنا بالحياة وبين الركض وراء أهدافنا والمد والجزر بين أولادنا..قد ننسى بعض الإلتفاتات الصغيرة..
فكم يعني الكثير تذكرك لشئ يحبه شخص عزيز على قلبك..شئ ربما لايستحق الذكر لكنه يدخل البهجة على القلب..كالشوكلاه :)
قد تكون كلمة طيبة..ثناء محبب..قطعة حلوى..هدية غير متوقعه..قهوة..احتضان أمي وتذكيرها بأنها أفضل أم بالدنيا..السؤال عن الأقارب..وردة ..رساله.
أي شئ بسيط..وكم هي الأشياء البسيطة تدخل البهجة على النفس أكثر من الأشياء المتكلفة؟
لقد احتفظت كثيراً من قصاصات الورق الصغيرة التي كنا نتبادلها في الصف أنا وصديقاتي ورغم أن الكلام الموجود بداخلها لا يحوي معنى مهم إلا أنها تبقى عزيزة علي وكلما قرأتها ارتسمت على وجهي ابتسامة عريضة..كما أحببت ومازالت تجميع الدمى والميداليات الصغيييرة التي لايتعدى طوالها الإنش...سواء كانت هدايا أو من تجميعي..
أتذكر كم كانت تسعد معلمتي التي أحبها في المرحلة الإبتدائية عندما أهديها طوقاً من الفل صنعته بيدي من شجرة منزلنا المتدلية على السور..كنا أنا وخواتي نتسابق بعد صلاة الفجر من يقطف أكثر حتى يصنع عقداً أطول ..كانت رائحته العبقة تملاء المكان مع برودة الصباح الناعمة..وفي الطريق إلى المدرسة كنا نستمع  إلى قصص مريم الغامدي للأطفال في الإذاعه..والسعاده بادية على محيانا ونتمنى أن ندرك آخر القصة قبل وصولنا إلى المدرسة ..وياله من صباح مبهج على قلوبنا الصغيرة.
من مجمل كلامي وددت تذكريكم ..بأن لاتنسوا هذه الإلتفات البسيطة..لاتنسوا تقبيل أطفالكم قبل النوم..واحتضانهم كلما سنحت لكم الفرصة..لاتنسوا في خضم تجديفكم لقارب الحياة أن تستمتعوا بضياء الشمس وزرقة البحر ونسمات الهواء العليلة.
جربوا ان تنظروا إلى النجوم بدلاً من القمر..
وإلى الشروق بدلاً من الغروب..
وأن تسعدوا برؤية حياتكم مجردة من الألوان..أليس الأبيض والأسود فن قائم بذاته؟