ثمة قلوب لاتمل العطاء تحتويك بكل عفوية..وتنتظر طرح أفكارك بتلقائية...حتى تدفعك إلى الأمام
غادرنا القائد والد زوجي (طارق) كما يحب..تاركاً خلفه المحبة والإخاء بيننا..وكما جمعنا في حياته فقد جمعنا بعد مماته..فالطيب طيب في كل مكان وزمان..
ثمة أمور لا ندركها إلا بعد فوات الأوان ولكننا مؤمنين وموقنين بأن كل شئ بقدر وأن أمر المؤمن كله خير إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له.وما من شئ إلا ويبدأ صغيراً ثم يكبر إلا المصيبة تبدأ كبيرة وتصغر مع الآيام .
وعلى الرغم من كل الحزن الذي يملأ القلوب والدموع التي تترقرق إلا أنني أذكر كلامه حين ذكر أن نجد الشئ الجميل الكامن في القبح يقول:"انه لشيء ممتع جدا ان تحاول ان تكتشف الجمال في ما اتفق الناس علي قبحه...وفوق متعة البحث والتنقيب...فان الجمال الذي تكتشفه ..سوف يقدر لك هذا العمل...ويكافأك..بان ينضح بشيء من جماله عليك..."
أترك لأذهانكم أن تحلل المعنى من كلامه..
حين أنظر أرى كم من الآثار الطيبة التي تركها خلفه..حتى التي لم تؤتي ثمارها وهو حي آتاه الله ثمارها بعد وفاته رحمة الله عليه ..وكم كان متوكل على الله تعالى حق توكله وكم كان باراً بوالديه..وكم ذكرنا بتدبر آيات القرآن ..واستخراج المعاني القيمة منه دينية أو علمية أو دبية.
فعلاً لا يبقى إلا العمل الصالح..
رحمك الله رحمة واسعه وغفر لك ووسع لك في قبرك وغسلك بالماء والثلج والبرد اللهم ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم كما رفعته بالدنيا الفانية ارفعه في جنة عالية.